رسالة للأزواج والزوجات : نحو المصالحة والتجديد للحياة الزوجية
أيها الأحباء في المسيح،
إذا كنتم تقرأون هذه الرسالة بقلبٍ مثقل
أو جريح - ربما مثقل أو جريح بالألم أو البعد أو الصمت في زواجكم - فاعلموا أنكم لستم
وحدكم، ولستم بلا رجاء.
يكتب القديس بولس:
" وَلَكِنَّ
الْكُلَّ مِنَ اللهِ، الَّذِي صَالَحَنَا لِنَفْسِهِ بِيَسُوعَ الْمَسِيحِ،
وَأَعْطَانَا خِدْمَةَ الْمُصَالَحَةِ، أَيْ إِنَّ اللهَ كَانَ فِي الْمَسِيحِ
مُصَالِحاً الْعَالَمَ لِنَفْسِهِ، غَيْرَ حَاسِبٍ لَهُمْ خَطَايَاهُمْ،
وَوَاضِعاً فِينَا كَلِمَةَ الْمُصَالَحَةِ" (2 كورنثوس ٥: ١٨-١٩).
قلب الله هو المصالحة. أرسل ابنه ليصالحنا
ويعيدنا إليه. وبنفس النعمة، يدعوكم للسير معًا نحو المصالحة والشفاء والتجديد في زواجكم.
زواجكم سرٌّ
مقدس
في الكنيسة، الزواج ليس مجرد اتفاق شخصي
أو عقد قانوني. إنه سرٌّ مقدس، سرٌّ يُوحِّد اللهُ الرجلَ والمرأةَ من خلاله، ويُتوَّجان
بالمسيح. في الزواج الكنسي، لا يُقدِّم الزوجان مجرد وعودًا شفهية لبعضهما البعض. بل
يتلقَّيان المشورة الروحية من الكنيسة، ويُقادان إلى الاتحاد من خلال الصلوات المقدسة
والبركات وطقس التتويج.
يُختم هذا الاتحاد المقدس بنعمة الروح
القدس، وهذه النعمة لا تزال فاعلة - حتى عندما تكون العلاقة مجروحة أو متوترة.
ماذا تعني خدمة المصالحة بالنسبة لك؟
1- ابدأ
برحمة الله وغفرانه
بفضل المسيح، صالح الله العالم معه، دون
أن يحسب علينا خطايانا. هذه هي نقطة البداية للشفاء: ليس اللوم المتبادل، بل العودة
المتبادلة إلى رحمة الله وغفرانه. عندما يطلب كلٌّ من الزوجين المغفرة من المسيح، ينفتح
الطريق لمغفرة بعضهما البعض.
"وَكُونُوا لُطَفَاءَ
بَعْضُكُمْ نَحْوَ بَعْضٍ، شَفُوقِينَ مُتَسَامِحِينَ كَمَا سَامَحَكُمُ اللهُ
أَيْضاً فِي الْمَسِيحِ" (أفسس ٤: 32).
2- الكنيسة هنا
من أجلكم
الكنيسة بيت روحي، وليست قاعة محكمة.
إنها موجودة لرفعة الساقطين، وتعزية المتعبين، وإرشاد الضالين. إذا كنت تعاني في زواجك،
فلا تتحمل العبء وحدك. تواصل مع كاهنك أو أبيك الروحي. لا عيب في طلب المساعدة.
"اِعْتَرِفُوا بَعْضُكُمْ
لِبَعْضٍ بِالّزَلاَّتِ، وَصَلُّوا بَعْضُكُمْ لأَجْلِ بَعْضٍ لِكَيْ تُشْفَوْا.
طِلْبَةُ الْبَارِّ تَقْتَدِرُ كَثِيراً فِي فِعْلِهَا" (يعقوب ٥: ١٦)>
٣- الحب رحلة
حياة، وليس مجرد شعور
غالبًا ما يبدأ الحب في الزواج بالفرح،
لكنه يجب أن ينضج من خلال التضحية بالنفس. لم يتخلَّ عنا المسيح عندما كنا ضعفاء -
لقد حمل ضعفنا وبذل نفسه من أجلنا. عندما يُجرح الحب، لا يزال من الممكن استعادته بالنعمة
والصبر والتواضع.
"الْمَحَبَّةُ
تَتَأَنَّى وَتَرْفُقُ. الْمَحَبَّةُ لاَ تَحْسِدُ. الْمَحَبَّةُ لاَ تَتَفَاخَرُ
وَلاَ تَنْتَفِخُ وَلاَ تُقَبِّحُ وَلاَ
تَطْلُبُ مَا لِنَفْسِهَا وَلاَ تَحْتَدُّ وَلاَ تَظُنُّ السُّؤَ وَلاَ تَفْرَحُ بِالإِثْمِ بَلْ تَفْرَحُ
بِالْحَقِّ. وَتَحْتَمِلُ كُلَّ شَيْءٍ وَتُصَدِّقُ كُلَّ شَيْءٍ وَتَرْجُو كُلَّ
شَيْءٍ وَتَصْبِرُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ. اَلْمَحَبَّةُ لاَ تَسْقُطُ أَبَداً" (١
كورنثوس ١٣ : ٤-٨).
٤- العودة إلى
سرّ الزواج، لا مجرد الذكرى
عندما تُوِّجت في الكنيسة، انضمّ إليك
الله نفسه. صلى الكاهن من أجلك، ليس لكي لا تواجه مصاعب، بل لكي تتحد في قلب واحد وروح
واحدة. شفاء زواجك لا يعني استعادة الماضي، بل إعادة اكتشاف السرّ المقدس الذي لا يزال
يربطك بالمسيح.
٥- اتخذ
خطوة صغيرة اليوم
الشفاء عملية. لا تنتظر حتى تشعر أن كل
شيء على ما يرام. ابدأ بخطوة بسيطة:
·
صلاة مشتركة
·
عمل لطيف هادئ
·
حوار صادق
·
زيارة الكنيسة طلبًا للمشورة والبركة
كل خطوة، مهما كانت صغيرة، تفتح بابًا
لتدخل الله.
لستَ بلا رجاء
المسيح، الذي بارك اتحادك وجمعك بروحه،
لم يتركك. حتى عندما تعجز الكلمات، حتى عندما تتدفق الدموع في صمت، تبقى نعمته. هو
قادر على تجديد حبك، واستعادة سلامك، ومصالحة قلبك.
دع الكنيسة تسير معك. ليبدأ الشفاء -
ليس بقوتك وحدك، بل بقدرة المسيح.
هناك رحمة. هناك نعمة. هناك بداية جديدة
– في المسيح يسوع ربنا.
مع محبتي الأبوية وصلواتي من أجلك،
القمص أبرام سليمان
frsleman@CopticChurch.net
#الزواج_المسيحي #الرجاء_في_المسيح
#المصالحة #الإيمان_والزواج #الشفاء_معًا #الرعاية_الأبوية #الزواج_في_المسيح #التتويج_بالنعمة
#سر_الزواج
Comments
Post a Comment