التغلب على الصراعات الزوجية

 


الزواج، مثل أي جانب من جوانب الحياة، يمكن أن يمر بمواسم صعبة - أوقات يبرد فيها الحب، وتنكسر الثقة، أو تبدو المصالحة مستحيلة. ومع ذلك، يؤكد الكتاب المقدس مرارًا وتكرارًا أنه لا يوجد موقف يتجاوز قدرة الله على إصلاحه وتجديده. وكما أقام يسوع ابنة يايرس ولعازر من بين الأموات، فإنه يستطيع أن ينفخ حياة جديدة في العلاقات المكسورة. ومع ذلك، فإن معجزة إصلاحه وتجديده يتطلب الإيمان والطاعة والخضوع لإرادة الله.

الإيمان بقوة الله على الإصلاح والتجديد:

الإيمان هو الأساس لتدخل الله. عندما جاء يايرس إلى يسوع، كانت ابنته قد ماتت بالفعل، لكن يايرس كان لا يزال يعتقد أن الرب يسوع يستطيع شفاءها: "ابنتي الصغيرة على وشك الموت. تعال، حتى إذا أتيت، تضع يديك عليها حتى تخلص وتحيا" (مرقس 5: 23).

على الرغم من يأس الموقف، طمأنه يسوع: "لا تخف، آمن فقط" (مرقس 5: 36).

على نحو مماثل، صارعت مارثا مع نفسها لتصدق أن الرب يسوع قادر على مساعدة أخيها لعازر بعد أربعة أيام في القبر. ومع ذلك، ذكّرها الرب يسوع: "ألم أقل لك إن آمنت ترين مجد الله؟ (يوحنا 11: 40).

الإيمان لا يعني تجاهل الواقع، بل الثقة في أن قوة الله تتجاوز ظروفنا. في الزواج، الإيمان بأن الله قادر على استعادة الحب والثقة والوحدة هو الخطوة الأولى نحو الشفاء.

الطاعة تفتح الطريق لعمل الله:

الإيمان وحده لا يكفي؛ فالطاعة ضرورية. قبل إقامة لعازر، أمر الرب يسوع: "ارفعوا الحجر" (يوحنا 11: 39).

غالبًا يطلب الله مشاركة الإنسان في عمله. في الزواج، قد يعني هذا أن يتخذ الإنسان خطوات قد تكون غير مريحة مثل: تقديم المغفرة، أو إظهار التواضع، أو طلب المشورة الحكيمة. كما كان رفع الحجر سابقا لقيامة لعازر، فإن إزالة الحواجز مثل الكبرياء والاستياء وعدم المسامحة أمر ضروري للشفاء.

الخضوع لإرادة الله وتوقيته:

غالبًا لا يتبع عمل الله الجدول الزمني المفضل لدينا. عندما كانت ابنة يايرس تحتضر، تأخر الرب يسوع، وشفى امرأة أخرى على طول الطريق. وبحلول الوقت الذي وصل فيه، كانت الفتاة قد ماتت - لكن الرب يسوع جاء في الوقت المناسب ليكشف عن قوته الأعظم.

وبالمثل، عندما كان لعازر مريضًا، لم يأت يسوع على الفور بل سمح للموقف بالتطور حتى درجة الموت لمدة أربعة أيام، ولكن كان هذا لمجد الله: "هذا المرض ليس للموت، بل لمجد الله" (يوحنا 11: 4).

في الصراعات الزوجية، غالبًا ما نريد حلولاً فورية، لكن الله يعمل وفقًا لحكمته. إن الثقة في توقيته تعني البقاء مخلصين في الصلاة والحب والصبر بينما يجلب المصالحة بطريقته.

رؤية مجد الله:

إن كلمات يسوع لمرثا لا تزال تنطبق اليوم: "ألم أقل لك إن آمنت ترين مجد الله؟" (يوحنا 11: 40).

إن الزواج المتعثر ليس بعيدًا عن قدرة الله. فالإيمان والطاعة والخضوع لإرادته يمهد الطريق لقوته لإصلاحه وتجديده. وعندما يثق به الأزواج ويزيلون الحواجز ويتبعون وصاياه، فسوف يشهدون مجده في علاقتهم، مما يثبت أنه لا شيء مستحيل عند الله (أفسس 3: 20).

ملاحظة: لاستكشاف أعمق للمبادئ الكتابية حول الزواج والأسرة وتصميم الله للعلاقات، ترقبوا كتابي القادم – بنعمة الله – عن: "الأسرة المسيحية: منظور كتابي The Christian Family: A Biblical Persepective". يتعمق هذا الكتاب في رؤية الله للأسرة، ويقدم إرشادات كتابية حول الحب والوحدة والتغلب على التحديات من خلال الإيمان والطاعة.

القمص أبرام سليمان

frsleman@CopticChurch.net

#التغلب_على_الصراعات_الزوجية #اصلاح_الزواج #الإيمان_بالله #الله_يستطيع_الاصلاح #الزواج_الكتابي #الثقة_بالله #توقيت_الله #علاقات_الشفاء #الزواج_المسيحي #الزواج_طريق_الله #رحلة_الإيمان_في_الزواج #الرجاء_في_الزواج #الطاعة_لله #الشفاء_الروحي #مجد_الله #تحديات_الزواج #الحكمة_الكتابية #المغفرة_في_الزواج #خطة_الله_للزواج #الإيمان_فوق_الخوف #قوة_الصلاة #يسوع_يستعيد #تدخل_الله #تجديد_الزواج #إيمان_لا_يتزعزع

Comments

Popular posts from this blog

Pastoral Statement on the East Brunswick Tragedy

Heart of the Shephard: Introduction - Under Print

A Message to President-Elect Trump