دعوة للتوبة والحياة المسيحية الحقيقية


الكنيسة هي جسد المسيح، حيث يجتمع المؤمنون للعبادة، وتناول الأسرار المقدسة، وخدمة بعضهم البعض. إن حضور الكنيسة والتناول والخدمة هي جوانب أساسية للحياة المسيحية - فهي وسيلة النعمة التي تغذي أرواحنا وتبقينا على اتصال بالله وشعبه. لقد أسس الرب يسوع نفسه شر التناول قائلاً: "اصنعوا هذا لذكري" (لوقا 22: 19)، وكرست الكنيسة الأولى نفسها لكسر الخبز والصلاة والشركة (أعمال 2: 42).
ولكن هذه الممارسات المقدسة لا تكفي بدون توبة حقيقية وتحول حقيقي للقلب. يمكن للمرء أن يحضر الكنيسة بانتظام، ويتناول القربان المقدس، وحتى يخدم الآخرين، ويظل يعيش في خطيئة بدون توبة إذا لم يستسلم القلب للمسيح. الإيمان بدون توبة حقيقية هو طقوس فارغة - يريد الله قلوبًا متغيرة، وليس مجرد مشاركة خارجية.
ما وراء الطقوس - دعوة إلى الإيمان الحقيقي:
يجب أن يقودنا حضور الكنيسة والممارسة الدينية إلى علاقة أعمق وأصيلة مع الله. تحذرنا رسالة يعقوب 1: 22 "لكن أثبتوا أنكم عاملون بالكلمة، وليس سامعين فقط خادعين أنفسكم".
المسيحية الحقيقية لا تتعلق بالمظاهر - إنها تتعلق بالتحول الداخلي الحقيقي الذي يتجلى في أفعالنا. بدون هذا التحول، حتى المشاركة الدينية الأكثر تفانيًا يمكن أن تصبح روتينية، بدلاً من أن تكون وسيلة لمواجهة نعمة الله وحقيقته.
قوة نعمة الله في تغيير الحياة:
هناك حاجة ملحة إلى نعمة الله لتجديد قلوبنا وتحريرنا من ظلمة الخطيئة. كتب الرسول بولس: "لأن نعمة الله قد ظهرت لخلاص جميع الناس، وتعلمنا أن ننكر الفجور والشهوات العالمية، ونعيش بالتعقل والبر والتقوى في هذا العالم الحاضر." (تيطس 2: 11-12)
نعمة الله ليست مجرد غطاء - إنها قوة تحويلية تمكننا من رفض الخطيئة والعيش بالبر. عندما نعتمد على نعمته، فإنه يغيرنا من الداخل، ويقودنا إلى عيش حياة ضبط النفس والسلام وحب الآخرين.
دعوة إلى فحص الذات:
يجب أن نفكر جميعنا في حالتنا الروحية. قد لا نكون قد ارتكبنا فعلا متطرفا، لكن الخطيئة تتخذ أشكالاً عديدة مثل الكراهية، وعدم المسامحة، والكبرياء، والخداع ويمكن أن تتجذر جميعها في قلب غير خاضع لله.
تدعونا رسالة كورنثوس الثانية 13: 5 إلى فحص أنفسنا: "امتحنوا أنفسكم لتعرفوا هل أنتم في الإيمان؛ امتحنوا أنفسكم!"
هل نسلك حقًا في الروح، أم أننا نتيع الطقوس دون توبة حقيقية؟ هل نسمح لنعمة الله بتشكيلنا يوميًا، أم أننا نؤدي فقط واجبات دينية دون تحول حقيقي؟
ضرورة الحياة وفقًا لكلمة الله:
الخطيئة، عندما تُترك دون رادع، تؤدي إلى الدمار - ليس فقط روحيًا، بل بطرق حقيقية مدمرة.
يذكرنا الرب يسوع: "إن ثبتم في كلامي، فأنتم تلاميذي، وتعرفون الحق، والحق يحرركم" (يوحنا 8: 31-32).
التلمذة الحقيقية تعني إخضاع حياتنا لكلمة الله والسماح لروحه أن يبكتنا ويغيرنا. لا يكفي حضور الكنيسة فقط - بل يجب أن نعيش بكلمته ونسمح لنعمته بتحويلنا من الداخل.
الخلاصة - دعوة للتوبة والحياة المسيحية الحقيقية:
لعل هذه الكلمات تكون بمثابة جرس إنذار. يدعونا الله إلى أكثر من مجرد حضور الكنيسة والتناول والخدمة - إنه يدعونا إلى التوبة والتحول والقداسة. يجب أن تقودنا هذه الممارسات المقدسة إلى عمق الإيمان الحقيقي، وليس استبداله.
إذا لم نسمح لنعمة الله بتحويلنا، فإننا نخاطر بأن نصبح أشخاصًا يعترفون بالإيمان ولكنهم يعيشون بطرق تتعارض مع كلمته.
توجد حاجة ملحة إلى الإيمان الحقيقي الذي يغير الحياة - الإيمان الذي لا يملأ المقاعد يوم الأحد فحسب، بل يشكل قلوبنا وأفكارنا وأفعالنا كل يوم. الآن هو الوقت المناسب لاحتضان نعمة الله بالكامل، والابتعاد عن الخطيئة، والسير في البر الحقيقي أمامه.
أبونا أبرام سليمان
frsleman@CopticChurch.net

# #احتضان_نعمة_الله #الحياة_المسيحية_الحقيقية #الإيمان_خارج_الكنيسة #التوبة_والفداء #العيش_بالكلمة #تحول_القلب #نعمة_الله_تغير_الحياة #السير_بالروح 

Comments

Popular posts from this blog

Pastoral Statement on the East Brunswick Tragedy

Heart of the Shephard: Introduction - Under Print

A Message to President-Elect Trump