مناجاة إلى الآب في عيد القيامة


أبانا السماوي:

في ملاذ قلبي الهادئ، أجيء أمامك بروح غارقة في الامتنان، يغمرها حجم حبك - حب عميق للغاية حتى أنه اخترق حجاب الموت وظهر بمجد في قيامة ابنك، مخلصنا الرب يسوع المسيح. تتعثر كلماتي في التعبير عن عمق شكري، ولكن بفرح، وأحاول أن أعبر عن روعة نعمتك.

أيها الآب، لقد نظمت سيمفونية الخلاص بدقة تامة، عالمًا أن كل نغمة من حياة الرب يسوع وموته وقيامته كانت ضرورية لتدبير أمور فدائنا. وفي قيامته، دحرجت الحجر، ليس فقط عن القبر، بل أيضًا عن قلوبنا، كاشفًا الطريق إلى استعادة العلاقة معك. ما أعظم هذه الهبة، هذه النعمة التي لا أستحقها! لقد أقمت الرب يسوع من بين الأموات، معلنًا بقوة أنه لا توجد خطية أعظم من أن تصل إليك، ولا ظلمة عميقة جدًا، ولا يوجد موت نهائي يصعب عليك الوصول إليه.

من أجل الرب يسوع، أقف مبررًا أمامك، ليس من خلال استحقاقي، بل من خلال دم المسيح البار الذي يتكلم بشكل أفضل من دم هابيل. إنه يتحدث عن الرحمة، وليس عن الدينونة؛ الاتصال وليس الانفصال؛ للحياة وليس الموت. فيه أنا صرت خليقة جديدة؛ لقد مضت الأشياء القديمة. هوذا الأشياء الجديدة قد جاءت! هذه الحقيقة تدوي كصدى فرح في حجرات نفسي، وتجددني يومًا فيومًا.

في القيامة، لم تقوم فقط بإحياء ابنك؛ لقد نفخت الحياة في مفهوم الرجاء نفسه، وفي عهد النعمة الذي نعيش في ظله الآن بفرح. هذا العهد الجديد، المختوم بالروح القدس، يضمن ميراثنا ويكتب شريعة محبتك على ألواح قلوبنا اللحمية. نحن لك، وأنت لنا، متشابكين إلى الأبد بحبال الحياة الأبدية.

كيف يمكنني أن أمتنع عن التسبيح لك، وعن إعلان مديحك عندما يكون دليل صلاحك حيًا في داخلي؟ لتكن حياتي شكرًا دائمًا، وشهادة حية لقوة القيامة. بينما أبحر في مد وجزر التحديات الأرضية، اجعل حقيقة القبر الفارغ هي البوصلة التي ترشدني، والتأكيد على النصر على كل تجربة.

أشكرك، أيها الآب، على عطية ابنك التي لا توصف، وعلى البر الذي يمنحنا إياه، وعلى الروح الذي يقوينا. أتمنى أن أعيش كل يوم مدركًا لهذه الحقيقة العميقة، وأسير في الحرية والنصرة التي تضمنها القيامة. لتكن حياتي رائحة طيبة، وتقدمة مقبولة ومرضية لديك.

باسم الرب يسوع الثمين، أصلي،

آمين.

أبونا أبرام سليمان

جرسي سيتي – نيو جرسي

Comments

Popular posts from this blog

سفر الرؤيا - إعلان يسوع المسيح: مقدمة المترجم

برهان الروح والقوة