قصة المرأة السامرية كما روتها بنفسها
طلب مني أن أسقيه ماء. كان طلبًا بسيطًا، ولكنه كان مثقلًا بوزن قرون من الانقسام والازدراء بين أجناسنا كسامريين ويهود. لم يحمل صوته أي حكم، ولكنه فقط حمل صدقًا لطيفًا جذبني قريبا إلى لقاء لم أكن لأتوقعه أبدًا. تحدث عن ماء حي، وعد بسيط جدًا في عمقه، ولكنه أثار فضولًا بداخلي لم أكن أعرفه من قبل. هذا الرجل، الذي ظننت أنه لم يعرف شيئًا عني، عرض هدية ووعد بأن تروي عطشًا كنت أشعر به في حياتي كلها.
عندما كشف حياتي أمامي، كاشفًا أسرارًا كنت
قد دفنتها تحت طبقات من العار والعزلة، أدركت أنه رآني. رآني حقًا. ليس كما يراني العالم،
ولكن بعيون مليئة بالرحمة والتفهم. لم يتحدث فقط عن ماضيي، ولكن عن شوق روحي لشيء أكثر،
شيء أبدي. في نظرته، لم أجد إدانة، فقط دعوة للإيمان بشيء يتجاوز حدود وجودي.
كشف عن نفسه أنه هو المسيح، الذي كنا ننتظره.
كان هذا الإعلان الذي شاركني به بجانب بئر في وسط النهار، كأنه سر مقدس، كشف هذا
الكنز لأقل انسانة ممكن أن تستقبله. لم يكن كشفه هو مجرد عن هويته، ولكنه كان كشفًا
عن قلب الآب، قلب يتوق للوصول حتى لأكثر الناس تهميشًا ونسيانًا. في كلماته، وجدت حبًا
عميقًا جرؤ على عبور كل الحواجز التي صنعها المجتمع والتاريخ.
عندما عدت إلى قريتي، تاركة جرتي الماء خلفي،
حملت معي بئرًا متدفقة من الماء الحي. قلبي، الذي كان مغمورًا بالعار والعزلة، الآن
ينبض بفرحة الاكتشاف والإلحاح لمشاركة الخبر. أنا، التي كنت منبوذة، أصبحت شاهدة على
حب المسيح المحول. لقد عرض على لمحة عن الآب، آب يسر بالرحمة ويسعى لجذبنا جميعًا إلى
حضنه الإلهي.
عند التفكير في ذلك اليوم، أشعر بالذهول من
النعمة التي وجدتني. يسوع، بقوته اللطيفة ورحمته اللامتناهية، لم يكشف لي فقط عن طريق
الحياة الأبدية، ولكن أظهر لي قلب الله نفسه. في حضوره، صادفت حبًا لا حدود له، حبًا
بحث عني في كسرتي وقدم لي هوية وغرضًا جديدًا. شوقه للكشف عن الآب لي، لروحي، غير فهمي
للقيمة والانتماء. لقد التقيت بالمسيح، وفيه وجدت أصدق تعبير عن الحب والقبول.
Inspired by: The story of the Samaritan Woman (John 4)
Edited by: Fr Abraam Sleman
www.frsleman.net
Comments
Post a Comment