رسالة رعوية حول مأساة إيست برونزويك



بقلوب حزينة، ننعى الحادث المأساوي الذي وقع في إيست برونزويك يوم الجمعة، 28 فبراير 2025، حيث فقدت زوجة حياتها على يد زوجها، على نحو ماورد بالأخبار. ككنيسة، نقدم تعازينا العميقة ومواساتنا القلبية لعائلتها وأحبائها وكل من تأثر بهذا العمل المفجع من العنف. في هذا الوقت من الحزن، نلجأ إلى تعزية كلمة الله والرجاء الذي لنا في المسيح.

أولا: الله يشعر بحزننا وسيفدي الخليقة الفساد 

في لحظات الحزن العميق، نلجأ إلى الحقيقة بأن الله يرى ألمنا، ويسمع صراخنا، وهو قريب من المنكسرين القلوب (مزمور 34:18). على الرغم من أن العالم ملوث بالخطيئة والعنف، إلا أن الله يعمل لفداء الخليقة من فسادها (رومية 21:8-23). نحن نتمسك بوعد المسيح أنه سيعود ليجعل كل شيء جديدًا، جالبًا العدل والشفاء ونهايةً لكل معاناة (رؤيا 4:21-5).

ثانيا: الكنيسة تدين العنف الأسري وجميع أعمال الأذى 

تدين الكنيسة بشدة العنف الأسري وأي شكل من أشكال الأذى داخل الزواج أو الحياة الأسرية. فالزواج هو عهد مقدس من المحبة والاحترام المتبادل، وليس مكانًا للإساءة أو السيطرة (أفسس 25:5-28). إن العنف ضد الزوجة ليس فقط جريمة ضد شخص آخر، بل هو أيضًا خطيئة ضد الله، الذي خلق كل إنسان على صورته (تكوين 27:1). تؤكد الكنيسة على كرامة جميع الأفراد وتدعو إلى حماية من يعانون من العنف الأسري.

ثالثا: الله وحده يعلم القلوب وحقيقة الأمور:

حسب ما ورد بالأخبار فقد اعترف الزوج بارتكاب هذه الجريمة الفظيعة، والعدالة الآن تأخذ مجراها. فالسلطات تتحمل مسؤولية التحقيق وضمان تحقيق العدالة (رومية 1:13-4). ومع ذلك، يجب أن نتذكر أن الله وحده يعلم أعماق القلب البشري بالكامل ويعلم حقيقة الأمور (1 صموئيل 16:7؛ رومية 2:16). ونصلي من أجل أن يسود الحق والبر.

رابعا: الكنيسة تصلي من أجل الزوجة والزوج 

نصلي من أجل روح الزوجة، ونسلمها لرحمة الله، سائلين أن تجد الراحة الأبدية في حضرته (لوقا 43:23). كما نصلي من أجل عائلتها المفجوعة، لكي يعزيهم الله في وقت فقدانهم (2 كورنثوس 3:1-4). 

في الوقت نفسه، نصلي من أجل الزوج- ليس تبريرًا لأفعاله - بل طالبين أن يقوده الله إلى التوبة الحقيقية (حزقيال 23:18). كمسيحيين، نحن مدعوون إلى السعي لتحقيق العدالة، وفي ذات الوقت نصلي من أجل رحمة الله وتغيير القلوب، حتى لمن يفعلون الشر (متى 44:5).

خامسا: لا يجب استغلال هذه المأساة ضد الكنيسة 

قد يحاول البعض استغلال هذه المأساة لمهاجمة الكنيسة، لكن الكنيسة لطالما علمت المحبة والرحمة والسلام. إن الأفعال الخاطئة للأفراد لا تعكس تعاليم المسيح. فمصدر الشر هو الإرادة الحرة للطبيعة البشرية الساقطة (إرميا 9:17؛ يعقوب 14:1-15)، وليس الإيمان الذي يدعونا إلى الحياة في القداسة والبر (كولوسي 12:3-14). الكنيسة تبقى ملجأً للمجروحين وصوتًا ضد الظلم.

سادسا: الزواج المسيحي يظل عهدًا مقدسًا 

يجب ألا تُستخدم هذه المأساة لتشويه جمال وقدسية الزواج المسيحي. فالزواج، كما رسمه الله، هو عهد محبة ووحدة والتزام بالتضحية الذاتية (أفسس 25:5). إنه مبارك بحلول الروح القدس – في سر الزواج - ويعكس محبة المسيح لكنيسته. لا ينبغي أن تجعلنا أي أعمال عنف نفقد إيماننا بقدسية الزواج، بل يجب أن تدعونا إلى تعزيز التزامنا بالمحبة الإلهية، والاحترام، والحرص في العلاقات.

الخاتمة: دعوة للتوبة والصلاة والشفاء 

بينما نحزن، يجب أن نتأمل أيضًا. لتكن هذه المأساة تذكيرًا لنا بالتوبة والوقوف ضد العنف الأسري، ومساعدة الذين يعانون منه، والدعوة إلى المحبة والسلام في عائلاتنا. نطلب من الله، أبو الرحمة وإله كل عزاء، أن يجلب الشفاء للقلوب المنكسرة، والعدل لمن يطلبه، والسلام لمن هم في حزن، ويهب التوبة للذين ضلوا في الطريق.

"الرب قَرِيبٌ لِمُنْكَسِرِي ٱلْقَلْبِ وَيُخَلِّصُ ٱلْمُنْسَحِقِي ٱلرُّوحِ" (مزمور 18:34).

لتكن نعمة وسلام المسيح مع الجميع. آمين.

أبونا أبراَم سليمان

frsleman@CopticChurch.net

#إيست_برونزويك #مأساة_إيست_برونزويك #صلوا_لأجل_إيست_برونزويك #أوقفوا_العنف_الأسري #العدل_والرحمة #الإيمان_الرجاء_المحبة #الزواج_المسيحي #الشفاء_والسلام

Comments

Popular posts from this blog

Pastoral Statement on the East Brunswick Tragedy

Heart of the Shephard: Introduction - Under Print

A Message to President-Elect Trump