الزواج: عهد المحبة وليس العنف
العنف ضد الزوجة ليس مجرد جريمة ضد فرد بل انتهاك خطير للعهد المقدس للزواج، وهو العهد الذي أسسه الله نفسه كعهد حب وإخلاص وشرف. الزوج مدعو إلى اعتزاز زوجته، وليس إيذائها؛ وحمايتها وليس ظلمها؛ وحبها وليس تدميرها. الكتاب المقدس يقول بلا أي إلتباس: "أيها الرجال، أحبوا نساءكم كما أحب المسيح الكنيسة وأسلم نفسه لأجلها" (أفسس 5: 25).
إن المحبة
التي أظهرها المسيح لكنيسته كانت محبة تضحية، محبة تسعى إلى تقديسها ورفاهيتها، وليس
إلى إيذائها. إن أي عمل عنيف ضد الزوجة هو تمرد مباشر ضد هذه الوصية الإلهية وخيانة
لعهد الزواج.
لقد تحدث الله
بوضوح ضد الخيانة في إطار الزواج. في أيام النبي ملاخي، كان الرجال يتعاملون بخيانة
مع زوجاتهم، ويتركونهن لصالح أخريات. لقد وبخهم الله بشدة، مذكراً إياهم بأنه هو نفسه
شاهد على رباط الزواج المقدس: "ولكنك تقول: لماذا؟ لأن الرب شاهد بينك وبين امرأة
شبابك التي غدرت بها، وهي قرينتك وامرأتك بالعهد" (ملاخي 2: 14).
الزواج ليس
مجرد عقد اجتماعي؛ إنه عهد إلهي. إن خيانة الزوجة، سواء من خلال الخيانة أو الهجر أو
العنف، هو تحدي لله نفسه. فهو يرى كل فعل من أفعال سوء المعاملة، وهو يحمل الزوج الخائن
المسؤولية.
إن رفع اليد
ضد الزوجة ليس فقط عملاً شريرًا ضدها، بل أيضًا ضد الله، الذي يقف شاهدًا على عهد الزواج.
إن مثل هذا العنف يشكل تحديًا مباشرًا لقانون الله، الذي يدعو الأزواج إلى معاملة زوجاتهم
باحترام: "هكذا أنتم أيها الرجال، عيشوا مع زوجاتكم بحسب الفطنة، كما مع إناء
أضعف، لأنها امرأة؛ وأكرموها كوارثة لنعمة الحياة، لكي لا تعاق صلواتكم" (1 بطرس
3: 7).
أي رجل يسيء
معاملة زوجته لا يستطيع أن يقف أمام الله بأيدٍ نظيفة. ولن تُسمع صلاة مثل هذا الرجل
ما لم يكن هناك توبة وابتعاد عن مثل هذه الخطيئة.
ككنيسة، يجب
علينا أن نحزن معًا، ولكن يجب علينا أيضًا أن نقف بحزم ضد جميع أشكال الإساءة والعنف.
أدعو جميع الأزواج: إذا كان لديكم أي غضب أو مرارة أو ميل نحو العنف، فلا تدع الخطيئة
تسود عليكم! اطلبوا المساعدة، واطلبوا المشورة، وقبل كل شيء، اطلبوا نعمة الله لتحويل
قلوبكم. دع محبة المسيح تسود في بيوتكم، ودع زواجكم يعكس محبته لكنيسته.
إلى كل امرأة
تعاني في صمت، أشجعك: أنت لست وحدك. أنت محبوبة من الله، وهو يرى معاناتك. اطلبي الأمان،
واطلبي المساعدة، واعلمي أن الكنيسة مستعدة لدعمك والمساعدة في حمايتك.
نرجو أن نحافظ على قدسية الزواج، ونحمي
كرامة الزوجات، ونرفض كل أشكال الإساءة والعنف. نسأل الله أن يعطي التوبة لقلوب أولئك الذين ضلوا طريقهم.
القمص أبرام
سليمان
كنيسة القديس
مرقس القبطية الأرثوذكسية، جيرسي سيتي
frsleman@CopticChurch.net
##أوقفوا_العنف_الأسري #الزواج_مقدس #الحب_وليس_العنف #الزواج_الكتابي
#الأزواج_يحبون_زوجاتكم #المسيح_المثال #أكرم_زوجتك #لا_للإساءة #الكنيسة_ضد_العنف
#حماية_الضعفاء #صلوا_من_أجل_الشفاء #إنهاء_العنف_ضد_المرأة
Comments
Post a Comment