حول رسامة الأطفال شمامسة

 

بمناسبة المناقشات بخصوص السن المناسب لرسامة الأطفال شمامسة [أبصالتس] في الكنيسة، والتعامل معهم أثناء القداسات الإلهية أتذكر قول الرب يسوع: "دَعُوا الأَوْلاَدَ يَأْتُونَ إِلَيَّ، وَلاَ تَمْنَعُوهُمْ، لأَنَّ لِمِثْلِ هَؤُلاَءِ مَلَكُوتَ اللَّهِ" (متى ١٩: ١٤، مرقس ١٠: ١٤، لوقا ١٨: ١٦). وبالرجوع إلى الأصل اليوناني وجدت أن كلمة "الأولاد" مقصود بها "الصغار" أو "الأطفال" وهكذا وردت في بعض الترجمات العربية الأخرى. وفي كثير من الترجمات الإنجليزية وردت بمعنى "the little children".

رأى التلاميذ أن تصرفات الأطفال الصغار تسبب إزعاجا حول الرب يسوع، وحاولوا منعهم من الوصول إليه من أجل الحفاظ على النظام العام، ولكن "لَمَّا رَأَى يَسُوعُ ذَلِكَ اغْتَاظَ" (مرقس 14:10). والسؤال الذي يطرح نفسه، أليس وقوف الأطفال حول المذبح هو التفاف حول الرب يسوع نفسه؟ فإذا كان الأمر هكذا، فلماذا نمنع الأطفال من الوصول إليه؟ وإذا لم يكن الأمر هكذا، نكون في حاجة لمراجعة مفهومنا عن الليتورجية والقداس الإلهي.

عندما غضب رؤساء الكهنة والكتبة من صراخ "الأولاد" في الهيكل، واحتجوا إلى الرب يسوع، أجابهم "أَمَا قَرَأْتُمْ قَطُّ: مِنْ أَفْوَاهِ الأَطْفَالِ وَالرُّضَّعِ هَيَّأْتَ تَسْبِيحاً؟" (متى ٢١: ١٥-١٦). وقد أشار بذلك إلى ماورد في سفر المزامير: "مِنْ أَفْوَاهِ الأَطْفَالِ وَالرُّضَّعِ أَسَّسْتَ حَمْداً" (مزامير ٨: ٢).

وهذا المزمور نفسه يشير إليه الأب الأسقف عند رسامة الإبصالتسيين، ويقول: "يا من قلت من أفواه الأطفال والرضعان هيأت تسبيحا... نسألك يا رب أن تعطي نعمتك لعبيدك هؤلاء ليعملوا عمل الإبصالتس في كنيستك المقدسة، ويغنوا لك بألحان وتراتيل، أغاني روحية، مرتلين في قلوبهم للرب." فهل بعد ذلك يجب أن نمنع الأطفال الصغار أن يكونوا إبصالتسيين؟

 لا أعتقد أن ما يزعج الرب يسوع هو حركة وأصوات الأطفال في الكنيسة، بل هو يطلب مننا أن نصير مثل الأطفال، وقال: "اَلْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: إِنْ لَمْ تَرْجِعُوا، وَتَصِيرُوا مِثْلَ الأَوْلاَدِ فَلَنْ تَدْخُلُوا مَلَكُوتَ السَّمَاوَاتِ" (متى ١٨: ٣)، "اَلْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: مَنْ لاَ يَقْبَلُ مَلَكُوتَ اللهِ مِثْلَ وَلَدٍ فَلَنْ يَدْخُلَهُ" (لوقا 17:18). وكيف نصير أطفالا إن كنا نبطل وصايا الله بأرائنا وقناعتنا الشخصية؟ (متى ١٥: ٦).

 أعتقد – وأرجو ألا أكون مخطئا - أن أي طفل في الكنيسة أقرب إلى قلب المسيح مني شخصيا، مالم أرجع وأصير مثله طفلا. "انْظُرُوا لاَ تَحْتَقِرُوا أَحَدَ هَؤُلاَءِ الصِّغَارِ لأَنِّي أَقُولُ لَكُمْ إِنَّ مَلاَئِكَتَهُمْ فِي السَّمَاوَاتِ كُلَّ حِينٍ يَنْظُرُونَ وَجْهَ أَبِي الَّذِي فِي السَّمَاوَاتِ" (متى ١٨: ١٠).

 

Comments

Popular posts from this blog

سفر الرؤيا - إعلان يسوع المسيح: مقدمة المترجم

Revealing the Father through the Book of Revelation (Into to the Updated First Edition)

برهان الروح والقوة